على الرغم من أن الولايات المتحدة تتبوأ المركز الأول في عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد، بعدد 1,769,776 حالة، كما بلغت عدد الوفيات حتى اليوم 103,758 ضحية لفيروس “كوفيد-19″، إلا أنها تقابل أزمة أخرى قل لا تقل ضراوة عن ذلك الوباء الجارف، فقد تعامل رجل شرطة أبيض مع مواطن أمريكي من أصل إفريقي يدعى جورج فلويد، بقسوة بوضع رقبته تحت ركبته ما أدى إلى وفاته، ما أوقد احتجاجات عارمة انطلقت من مدينته بولاية مينيسوتا، ثم امتدت إلى واشنطن ونيويورك ومدن أخرى.
نقل ترامب إلى مخبأ تحت الأرض
مع تصاعد وتيرة الاحتجاجات وانتقالها إلى ولايات أخرى، قام جهاز الخدمة السرية، بنقل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليلة الجمعة إلى مخبأ تحت الأرض بالبيت الأبيض، وذلك بعدما تعامل ترامب مع المظاهرات بالشجب والإدانة، سواء في واقعة المواطن الأمريكي الأسود، وتعامل الشرطة معه بقسوة مفرطة أدت إلى مفارقته للحياة، أو مع المظاهرات نفسها، والتي تحولت فيما بعد إلى أعمال فوضى وسرقة ونهب ، وعنف ضد الشرطة ومن رجال الأمن أنفسهم .
إرث ثقافي سيء للتعامل مع السود
أكد الدكتور عصام عبد الله، خبير بالسياسة الأمريكية والشرق الأوسط،أن اعتداء الشرطة الأمريكية على المواطنين ذوي البشرة السمراء، التي ترجع أصولهم إلى القارة الإفريقية، ليست المرة الأولى، إنما هي الواقعة الثانية في عهد دونالد ترامب، كما حدثت 4 مرات في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، مشيرًا إلى أن تصاعد المظاهرات كان بسبب رد فعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي تمحور حول الشجب والإدانة فقط .
رقعة الغضب تتسع في أمريكا
تتصاعد حدة التوتر في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين في أوكلاند في كاليفورنيا، وحاول المحتجون قطع خط مرور “فريواي 110 نورث” السريع، كما فرقت الخدمة السرية، احتجاجات أمام البيت الأبيض، وتم نصب حواجز مؤقتة أمام البيت الأبيض، لردع لمحتجين، لإبعادهم على بعد حي من مقر الرئيس، وأعلنت الشرطة أنها ألقت القبض على 533 شخصا، إلا أنه تم الإفراج عنهم جميعًا باستثناء 18 شخصا .