ضحايا كورونا من العاملين في المجال الطبي يسطرون كل يوم قصة جديدة من التضحية أما هذا الوحش الذي يأخذ منهم أغلى ما يملكون في الحياة من الأقارب والأحباب، واليوم نقدم للقارئ قصة لا يمكن وصفها سوى بأنها مؤلمة، ضحت فيها الممرضة الشابة بوقتها وعلمها في الوقوف أما الفيروس لتكون النتيجة يخطف منها فلذة كبها.
ممرضة سعودية تفقد ابنتها بعد نقل العدوى لأسرتها
الممرضة السعودية رضية الحمود التي وقفت في مواجهة الفيروس تروي مأساة فقدها لابنتها الشابة معصومة قائلة:
طلبت منها أن تسامحني لكوني قد أكون السبب في نقل العدوى بالمرض لها، فردت: سامحتك يا ماما أنا فدوه لك. وهذا آخر كلامها لي”.
كلمات كانت نهاية قصة حياة طويلة لمعصومة ولأم قضت الأشهر الماضية وهي تحارب مع زميلاتها الفيروس الذي حير العالم وخطف أعز الأحباب، في تقرير لقناة إم بي سي حكت رضية أنها نقلت العدوى لأسرتها وأنها حاربت المرض وتغلبت عليه ولكنه لم يمهلها وخطف ابنتها، بينما قال الأب:
قبل أن تبدأ زوجتي الممرضة في عملها في مواجهة هذا الوباء، أخبرتنا عن إمكانية إصابتها بالفيروس ونقل العدوى لنا، ولم نتردد في دعمها والوقوف إلى جانبها، فهذا شيء نعتز به في خدمة الوطن، أصبنا بالفيروس، وتعافينا منه، ولله الحمد، لكن وقعت ابنتنا ضحيته، واختارها الله، ونشعر بلوعة فراقها، وما يخفف عنا، أننا قدمنا شيئاً لهذا الوطن”.

بداية العمل
بدأت رضية عملها في المستشفى بمنطقة الإحساء من شهر مارس وانتقلت العدوى إلى أسرتها في شهر رمضان وتمكن الجميع من الشفاء إلا أن المرض كان أقوى على ابنتها معصومة التي حاول معها الأطباء ولكن جسدها لم يتمكن من المقاومة وفارقت الحياة.