منذ أن حلت علينا جائحة كورونا في أوائل يناير الماضي لعام 2020 من مدينة وهان الصينية و حالة التكتم الشديد الذي حدث من قبل الحكومة الصينية مما أدى في النهاية إلي تفاقم انتشار فيروس كورونا الي جميع الدول في العالم، و منذ ذلك الحين و لا زال العلماء يكتشفون معلومات جديده عن ماهية هذا الفيروس الذي قلب حياتنا جميعاً رأساً على عقب، و لعل من أشهر المعتقدات الخاطئة التي يظنها العامة هو أن فيروس كورونا لا يؤدي سوي لوفاة المصابين فقط من كبار السن و الذين يمتلكون مجموعة عريضة من الأعراض الواضحة للجميع.
مما لا شك فيه أن فيروس كورونا له تأثير جسيم على كبار السن نظراً لوجود أكثر من عامل خطر يؤدي إلي تفاقم المرض مثل تقدم العمر ، بالإضافة إلي الأمراض المزمنة ، و قلة المناعة لدي كبار السن، و لكن هذا لا يقلل مطلقاً من خطورته على الشباب حيث أنه يؤدي إلى حالات الوفاة المفاجئة لدي الشباب دون ظهور أي أعراض عليهم و هذا ما سوف نقوم بتوضيحه في السطور القادمة.
تأثير فيروس كورونا علي الشباب
من الظاهرات السيئه التي تم رصدها عقب انتشار فيروس كورونا هي تساهل الشباب في اتخاذ الإجراءات الاحترازية من لبس الكمامات الطبية و الحفاظ على التباعد الاجتماعي و عدم التكدس في الأماكن الضيقة ظناً منهم أنهم محصنين ضد هذا الوباء ، و حتي و إن أصيبوا به سوف تحميهم مناعتهم من الأعراض الخطيره لهذا المرض التي تصيب كبار السن و هذا الإعتقاد خاطئ بالمرة و عاري تماماً من الصحة.
حيث أثبتت المعلومات الحديثة التي استنتجها العلماء من واقع خبرتهم في التعامل مع آلاف المصابين ب فيروس كورونا (كوفيد 19) إمكانية إصابة الشباب و صغار السن بهذا الفيروس و يواصل الفيروس في انتشاره داخل اجسادهم دون ظهور أي أعراض عليهم مما يؤدى إلى حدوث حالات الوفاة المفاجئ و التي يتم اكتشاف أسبابه لاحقا عقب الوفاه.
تجلط الدم
عندما يدخل فيروس كورونا الي جسم الانسان فإنه يواصل الانتشار حتي يصل إلي الأوعية الدموية الدقيقة و يلتصق بنوع معين من المستقبلات الموجوده في جدار الأوعية الدموية مما يؤدي في النهاية إلى زياده إفراز البروتينات و الهورمونات التي تزيد من معدل تخثر الدم و تقلل من معدل انسيابه داخل الخلايا، فتكون النتيجة النهائية هي تكوين الجلطات في الأرجل و الذراع علي وجه التحديد و قد تنتقل من تلك الأماكن وصولاً إلى الرئه و تتسبب في انسداد الأوعية الدموية الكبري بها و قد تواصل رحلتها في الانتشار حتي تصل إلى المخ أيضا و تسبب السكته الدماغية و الوفاة اللحظية للمصاب ،و لا يوجد أي عامل للتنبؤ بعملية انتشار فيروس كورونا و الاعضاء الحيوية التي سوف يستهدفها داخل جسم الانسان مهما بلغ عمره .
الانخفاض الصامت لمستوي الأكسجين في الجسم
و كثر ملاحظة مثل هذه الحالات خصوصاً مع انتشار الموجة الثانية لفيروس كورونا، حيث تجد أن المصاب بفيروس كورونا و الذي لا تظهر عليه أي أعراض يمارس حياته بشكل طبيعي جدا ، و لكن مستوي تشبع الدم بالاكسجين ينخفض إلى أقل مستوياته مما يؤدي إلي تلف الرئه، و ندرة وصول الدم الي خلايا المخ، و الذي يؤدي في النهاية إلي حالات وفاة مفاجئه بين الشباب المصابين بفيروس كورونا دون أن تظهر عليهم أي أعراض.
لذا وجب التنويه أنه لا يوجد سن معين محصن من الوفاة بفيروس كورونا و نهيب بالجميع توخي الحذر و الإهتمام بتطبيق الإجراءات الاحترازية حفاظا على ارواحهم و أرواح ذويهم.