الكل مترقب، العيون منتبهة بملء وُسعها، والآذان صاغية قدر طاقتها، يودون خبر سار، طمأنينة وسط خوف، أمل بين كومات يأس، طرف نور وسط الظلام، فقط لو أن خبرا واحدا في نشرة الأخبار العاجلة يخبرنا أن الفيروس مرتحل عما قريب، بعد يومين .. اسبوعين .. أو حتى شهرين، لا يهم، فقط نعرف متى المخرج، متى نلتقي بآخر النفق المضيء لنطلق العنان لأنفاسنا المكتومة أن تتعانق مع الهواء الحُر، الخالي من كوفيد 19، أننا سنعانق أحبتنا بكل ود وشغف ثانية، سنتبادل الزيارات كل يوم، ونخرج في نزهة طويلة دون خوف، ولن تمسّ الكمامة وجوهنا ثانية، قليلا، فقط القليل من الوقت، والكثير من الصبر والدعوات إلى الله برفع البلاء.
هل سيرحل الفيروس قريباً؟
حتى نكون إيجابيين بعض الشئ، نعم ربما المخرج قريباً، وليست تلك عبارات مواساة وحسب، ولكنها الدراسات العلمية التي تخبرنا بأن الأمر صار ممكناً بفضل اللقاحات التي تم استحداثها للفيروس، أمثال فايزر، حيث صرحت منظمة الصحة العالمية أن تلك اللقاحات فعالة بنسبة تتخطى الـ90 بالمائة، وأن الآثار الجانبية لتلك اللقاحات ضئيلة جداً، وربما لا تتواجد من الأساس.
كما صرحت منظمة الصحة العالمية قائلة أن اللقاح الذي أعلنت عنه شركتي فايزر وبيونتيك قد يغير من الوضع الوبائي بشكل كامل بحلول مارس 2021، وأكدت المنظمة أن لقاح كورونا بحاجة لـ 4.5 مليار دولار إضافية ليجهز بحلول 2021.
إضافة إلى أن شركتا “فايزر” الأميركية و”بيونتيك” أعلنتا أن اللقاح ضد كوفيد-19 الذي تعملان على تطويره “فعّال بنسبة 90%”، وذلك بعد التحليل الأولي لنتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، وهي الأخيرة قبل تقديم طلب ترخيصه، كما أوضح البيان المشترك لهما، أن الحماية من الفيروس تتحقق بنسبة عالية بعد مرور 28 يومًا من أخذ الجرعة الأولى، وتكتمل بعد أسبوع فقط من بدء الجرعة الثانية، الأمر المبشر الأوحد وسط الجائحة.
هل حقاً توفي نحو 6 أشخاص بعد تلقيهم اللقاح؟
كما نعلم أن التجارب السريرية الخاصة بأي لقاح، تنقسم إلى مجموعتين، إحداهما تسمى placebo، وهم الذين يتلقون لقاحا وهميا دون علمهم، والأخرى تتلقى اللقاح الفعلي active، وذلك بهدف معرفة فارق الفاعلية والأمان بين المجموعتين.
هناك نحو 4 أشخاص من بين المتوفيين الـ6 من ضمن المجموعة التي تلقت اللقاح الوهمي placebo، وهذا يعني أن الوفاة طبيعية وليست مسببة بفعل اللقاح الفعلي.
الإثنين الآخرين من المجموعة التي تلقت اللقاح الفعلي، قد توفوا بسبب أمراض مزمنة لديهم في الأساس، وهم نسبة لا تتعدى 0.01% من إجمالي المتطوعين ككل.
ما الفرق بين اللقاح الروسي و الأمريكي؟
تم تصنيع كلا اللقاحين على مبدأ نقل الكود الجيني للخلية، لكن الفرق الجوهري هو من ينقل هذا الكود.
اللقاح الروسي:
ينقل الكود الجيني داخل فيروس ويتطلب الأمر أن يدخل الفيروس للخلية وبعدها يتفكك حمضه الجيني ليخرج الكود الجيني وهذه مراحل طويلة.
اللقاح الأمريكي:
ينقله على مُركب بسيط، ومن ثم يمنحه للخلية بشكل بسيط ولا يتطلب مراحل معقدة، وقد اعتمد في الأصل على تكنولوجيا حديثة جدا ومتطورة في أمر اللقاحات.
وحسب التجارب الأولية، فإن اللقاح الأمريكي يتجاوز بمراحل الروسي وأثاره الجنبية قليلة، لكن مشكلته أنه يتطلب موارد كبيرة لتخزينه ونقله في درجات حرارة منخفضة.
يذكر أن فيروس كورونا المستجد بدأ أول ظهور له في مدينة ووهان الصينية في مطلع يناير الماضي، ومن ثم أخذ في الانتشار حتى وصل كافة أنحاء العالم، مسبباً الكثير من حالات الوفاة والإصابة بين مختلف الأعمار، حيث ظهر الفيروس في صورة موجة أولى له، ثم تحور وظهر بشكل آخر في صورة موجة ثانية.