كان الحرمين الشريفين تعج بالحياة، ويتجمع بها أعداد غفيرة من المسلمين في مثل هذا الوقت من الأعوام السابقة، ولا سيما أننا على مشارف أداء مناسك الحج، الذي يمثل هدف وغاية لكل مسلم، وكان يشكل أغلب الإيرادات من السياحة الدينية في المملكة، على الرغم من أن الازدحام بالحرمين ولا سيما الحرم المكي كان مستمرًا قبل انتشار جائحة كورونا المستجد .
تقليص أعداد الحجاج يسبب خسائر فادحة للسعودية
اتخذت السلطات السعودية قرارًا بأن يقتصر حج هذا العام، على جميع الجنسيات من داخل المملكة، لتحقيق التباعد الاجتماعي بين الحجيج، ولمنع انتشار العدوى، ما أوجب تقليص عدد الحجاج بشكل كبير، وهذا ما يحرم السعودية من إيرادات ضخمة كانت تدعم الاقتصاد السعودي، والتي كانت تزيد عن 12 مليار دولار سنويًا، وكانت مكاسب الحج تمثل ثاني إيرادات المملكة بعد النفط .
أزمة كورونا ضربت الاقتصاد السعودي
وتأثرت قطاعات اقتصادية كثيرة داخل المملكة، كان على رأسها قطاع السياحة الدينية، ولا سيما الشركات التي تعتمد على الحج، والتي كانت توفر مئات الآلاف من الوظائف، لكن تقليص عدد الحجاج هذا العام أجبرها على تسريح العمال وتخفيض رواتب من بقى منهم على رأس العمل، كما أخرت بعض الشركات رواتب منسوبيها لتحملها خسائر كبيرة .
السعودية تسمح لأعداد محدودة بالحج هذا العام
ولن تسمح السلطات السعودية بأن يتجاوز عدد الحجاج عشرة آلاف حاج هذا العام، مقارنة بحوالي 2.5 مليون في حج العام الماضي 2019م، ما يزيد الخسائر الفادحة التي تتكبدها السعودية ليس من تقليص أعداد الحجاج وفقد إيرادات كبيرة، ولكن هناك إيرادات أخرى فقدتها نتيجة اضطراب أسواق النفط العالمية وتأثر حركة التجارة بتلك الجائحة، ما يشكل ضربات موجعة للاقتصاد السعودي .