تفاصيل قصة تسليم سائق حافلة حقيبة بها مليون جنيه إلى صاحبها العائد من أبو ظبي
مواقف ومفارقات عديدة قد تمر بالإنسان ويظهر فيها معدنه الأصيل وكثيراً ما يحاول الشيطان اللعب بالأنفس الضعيفة، وكما أن هناك فئات عديدة يمكن أن تضعف أمام سلاح المال إلا أن هناك أيضاً أفراد تحفظ الأمانة وتردها لأصحابها مهماً كان حجم الإغراء ونعرض فيما يلي موقف يوضح أن الدنيا لا يزال بها الخير وحفظ الأمانة.
سائق حافلة يسلم حقيبة بها مليون جنيه إلى صاحبها
قال سائق حافلة يعمل لدى إحدى الشركات المتخصصة في نقل الرحلات أنه وجد إحدى الحقائب داخل حافلته التي يقودها أثناء نقله لبعض الأشخاص العالقين من إحدى الدول العربية، مشيراً إلى أن الحقيبة تحتوي على مبلغ مالي يوازي المليون جنيه، مؤكداً أنه فور عثوره على الحقيبة قام بردها إلى صاحبها.

وأضاف السائق محمد علي محمد وشهرته كاشريلا ويبلغ من العمر نحو خمسون عاماً، أنه تربى منذ صغره على رد الأمانات إلى أصحابها وانتظار الجزاء من الله عز وجل، مشيراً إلى أن الله تعالى رزقه بولد وبنت في المرحلتين الجامعية والثانوية، وهو يعمل كسائق على إحدى الحافلات لدى شركة الرحلات منذ نحو عشرون عاماً، مشيراً إلى أن مالك الشركة عادل عبد الشهيد طالبه بنقل بعض الأفراد العائدين من الخارج من المدينة الجامعية المخصصة لعزلهم في مدينة بني سويف.
وأشار إلى أن عدد الحافلات المخصصة لنقل العالقين هو 6 حافلات، وكان معه حوالي خمسة وثلاثون فرداً من العائدين من أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة، وقد انتهت مدة عزلهم ويجب نقلهم من أمام المدينة الجامعية إلى منطقة المنيب ظهر أحد أيام شهر رمضان المبارك.
وتابع السائق محمد علي أنه بعد الوصول إلى المكان المطلوب تفاجأ باتصال هاتفي من أحد أفراد الأمن العاملين بالمدينة الجامعية ببني سويف يخبره فيها بفقدان إحدى الحقائب في الحافلة وخلال بحثه عن الحقيبة ورد إليه مكالمة هاتفية أخرى من مالك الحقيبة يخبره فيها بأنه فقد حقيبة تخصه، وبالبحث وجدت بالفعل الحقيبة وكان يجب أن يتأكد من أنه مالكها بعرض محتوياتها، وقال صاحب الحقيبة أنها تتضمن مبلغ مالي كبير يصل إلى المليون جنيه، وعدد من الشيكات المالية لحامله، بالإضافة إلى هاتف محمول وساعة وجواز يفر ومصحف.
وأضاف السائق أنه تأكد من أن المتصل هو مالك الحقيبة الأصلي فأعطى له عنوان منزله لكي يحض ليأخذها في اليوم التالي حيث أنه من مدينة كفر الشيخ، لافتاً إلى أنه حض إلى منزله بالفعل وتسلم الحقيبة وعرض عليه مبلغاً من المال إلا أنه رفض قائلا: أنا اتربيت على حفظ الأمانة وانتظر الجزاء من عند الله.